الأردن في عهد الخلافة الأموي

في عهد الخلافة الأموية، اكتسب الأردن أهمية خاصة كجزء من بلاد الشام، حيث شهد ازدهارًا في البنية التحتية والتوسع العمراني. أسس الأمويون القصور الصحراوية في مناطق مختلفة من الأردن، مثل قصر عمرة وقصر المشتى، لتعزيز نفوذهم ولتكون بمثابة مراكز للاستجمام والحكم. كما ازدهرت طرق التجارة والحج التي تمر عبر الأردن، مما أسهم في تعزيز مكانته كحلقة وصل مهمة في الدولة الأموية

الدولة الأموية (٦٦١-٧٥٠م) هي إحدى الدول الإسلامية التي أسسها معاوية بن أبي سفيان عقب انتهاء الخلافة الراشدة، وشهدت أوسع توسع جغرافي في تاريخ الخلافة الإسلامية. خلال فترة الدولة الأموية، كان الأردن جزءًا من بلاد الشام التي كانت تمثل مركز الحكم الأموي

حظي الأردن بأهمية كبيرة في العهد الأموي، خاصة مدينة عمان، فقد كانت مركزا مهما للأمراء الأمويين الذين كانوا يقيمون في قصر القلعة، وكانت لهم قوات خاصة فيها للمحافظة على الأمن والاستقرار

كانت منطقة الشام، التي تشمل اليوم الأردن وسوريا ولبنان وفلسطين، من أبرز مناطق الدولة الأموية، إذ كانت دمشق عاصمة الدولة ومركز الخلافة. وكان الأردن، بموقعه في جنوب بلاد الشام، جزءًا مهمًا من هذه المنظومة الإدارية والجغرافية

التوسع العمراني في الأردن

خلال فترة الحكم الأموي، شهد الأردن ازدهاراً عمرانياً وثقافياً ملحوظاً، ويعزى هذا الازدهار بشكل كبير إلى الموقع الاستراتيجي للأردن كمعبر رئيسي للتجارة والحج، إضافة إلى حرص الخلفاء الأمويين على تطوير المناطق التابعة لدولتهم. ولا تزال العديد من الآثار قائمة حتى اليوم، شاهدةً على هذا الاهتمام، ومن أبرزها القصور التي بُنيت في الأردن خلال العصر الأموي

قصر عمرة

أحد أشهر القصور الصحراوية ويتميز برسوماته الجدارية، يقع قصر عمرة شرق العاصمة عمان، وقد تم بناؤه في أوائل القرن الثامن في عهد الخليفة الأموي يزيد بن عبدالملك. ويتكون القصر من صالة استقبال وصالة حمام مجاورة، وكان يستخدم كحصن ومسكن للخلفاء الأمويين. يتفرد قصر عمرة بكثافة وتنوع الرسوم الجدارية التي تزين معظم واجهاته الداخلية، وهي تمثل مرحلة من تاريخ الفن الإسلامي حينما كان لا يزال في طور التكوين والنشوء

تتميز جداريات القصر بأسلوب الفريسكو وتضم مشاهد متنوعة، كرسوم الصيد والاستحمام، وصور لراقصات ونساء، إضافة إلى رسومات رمزية لآلهة الشعر والفلسفة والنصر والتاريخ من الأساطير الإغريقية. كما تصور بعض الجداريات مراحل الحياة المختلفة: من الشباب إلى الرجولة ثم الكهولة، وأخرى تمثل قبة السماء والنجوم والأبراج، مع رسومات لطيوف من الحيوانات والنباتات كالأسود والنمور والغزلان التي وجدت في المنطقة خلال تلك الحقبة

وتعد اللوحة الأشهر في قصر عمرة تلك التي تظهر الخليفة محاطاً بعدد من ملوك عصره مثل الإمبراطور البيزنطي، وملك إسبانيا، وإمبراطور الفرس، وملك الحبشة، وإمبراطور الصين. ومن الموضوعات الأخرى التي برزت في جداريات القصر موضوع الرياضة، حيث يظهر رجل يصارع خصمه، وشخص يُعتقد أنه الخليفة يمارس حركات رياضية تشير إلى قوته

الصورة في السطر الأول من الأعلى على اليمين: قصر عمرة (قبة كالداريوم)
الصورة في السطر الأول من الأعلى في المنتصف: قصر عمرة
الصورة في السطر الأول من الأعلى على اليسار: قصر عمرة

الصورة في السطر الثاني من الأعلى على اليمين: لوحة الملوك الستة من أشهر اللوحات الجدارية بقصر عمرة
الصورة في السطر الثاني من الأعلى في المنتصف: تصوير جداري من قصر عمرة
الصورة في السطر الثاني من الأعلى على اليسار: كوكبات ودائرة البروج مرسومة على قبة كالداريوم

الصورة في السطر الثالث من الأعلى على اليمين: لوحة جدارية للخليفة الوليد الثاني
الصورة في السطر الثالث من الأعلى في المنتصف: فريسكو (جدارية)
الصورة في السطر الثالث من الأعلى على اليسار: جدارية لامرأة تستحم

الصورة في السطر الرابع من الأعلى على اليمين: فريسكو (جدارية)
الصورة في السطر الرابع من الأعلى في المنتصف: فريسكو (جدارية)
الصورة في السطر الرابع من الأعلى على اليسار: فريسكو (جدارية)

الصورة في السطر السفلي: تصوير جداري من قصر عمرة - معروض في متحف بيرجامون ببرلين

 قصر المشتى

يعتبر من أكبر القصور الأموية ، شيد في عهد الوليد الثاني بن يزيد عام ٧٤٣ م. لها مخطط مربع الشكل ، محاط بـ ٢٥ برجاً ، أربعة منها على الزوايا نصف دائرية ، والباقي نصف دائري. واجهة المدخل الرئيسي منحوتة على شكل مثلثات وأغصان نباتية

‏قصر المشتى كأحد أهم القصور الصحراوية في الأردن والشهير بالواجهة المزخرفة قام “الاحتلال” العثماني بنزعها وإهدائها للقيصر الألماني إذ قام السلطان العثماني عبد الحميد في عام ١٩٠٣ ميلادي بإهداء زخارف القصر إلى قيصر المانيا ويليام الثاني حيث نُقلت الواجهة بالكامل إلى متحف بيرغامون في ألمانيا، وكان هذا العمل المرفوض متماشياً مع السلوك الظالم الذي عاشه الأردن بتلك الحقبة المظلمة من تاريخنا

الصور في السطر الأول: قصر المشتى - مدخل القصر
الصورة في السطر الثاني: قصر المشتى - مدخل القصر

الصورة في السطر الثالث: واجهة قصر المشتى في متحف بيرغامون في برلين - ألمانيا

قصر الحرانة

يقع قصر الحرانة في العاصمة الأردنية عمان، ويُعد واحدًا من القصور الأموية التاريخية في صحراء الأردن، بين الأودية الجبلية المطلة على وسط المملكة. سُمّي بهذا الاسم لوقوعه في منطقة الحرانة الصحراوية، والتي تنتشر على سطحها حجارة صوانية تُعرف باسم “الحرة”، وهذه الحجارة، المشتق منها اسم القصر، لعبت دورًا في الحفاظ على هيكله وصلابته حتى يومنا هذا. وهناك رواية أخرى تشير إلى أن التسمية قد تعود إلى حرارة المنطقة الصحراوية المحيطة به

شيد القصر في عام ٧١٠م خلال فترة حكم الوليد بن عبد الملك، وكان يهدف إلى تعزيز الدفاعات ضد الغزاة وهجمات الأعداء. بُني القصر بتصميم قلعة مربعة الشكل، مُراعيًا الجمع بين جمال التصميم وكمال الوظيفة. يُعتبر القصر نموذجًا للعمارة الإسلامية الأموية المتأثرة بالفن اليوناني والبيزنطي، مع أبراج دائرية في كل زاوية وأبراج نصف دائرية بين كل جانبين. وتتخلل جدرانه فتحات للإضاءة والتهوية وأخرى للرماية في حالات الحروب

يتكون القصر من ٦١ غرفة موزعة على طابقين، حيث يضم الطابق السفلي غرفًا للخدم، فيما يحتوي الطابق العلوي على غرف العائلة، إضافة إلى القاعة الكبرى التي تتميز بزخارف نباتية وهندسية من الجص، والتي تُعد الغرفة الوحيدة التي زُينت بالنقوش. ويحيط بالقصر فناء واسع مكشوف تتوسطه خزانة لتخزين المياه

قصر الحرانة

قصر الأزرق

قصر الأزرق هو أحد القلاع التاريخية البارزة في الأردن، وقد شُيد من حجارة البازلت الأسود. تقع القلعة في وسط واحة الأزرق على شرق العاصمة عمّان. تأسست القلعة في البداية كحصن للأنباط أو الرومان، ثم أعاد المماليك بنائها في القرن الثالث عشر الميلادي. وتعد واحة الأزرق المصدر الدائم الوحيد للمياه العذبة في الصحراء الممتدة حولها، مما يجعلها وجهةً مفضلة للطيور المهاجرة خلال رحلاتها

تشير عدة مصادر إلى أن اليونانيين والرومان كانوا أول من أنشأ هذه القلعة، وقد استخدمها أو رممها البيزنطيون والأمويون والأيوبيون والمماليك والعرب. وتظهر النقوش على حجارة القلعة أنها أُنشئت بتكليف من الإمبراطورين ديوكليتيان ومكسميان بين عامي ٢٨٥ – ٣٠٥ ميلادية، كما وُجدت نقوش تحمل اسم الإمبراطور جوفيان تعود إلى عام ٣٦٣ ميلادية حيث قام بترميم القلعة وتوسيعها

وأعاد الأمويون بناء القلعة وأقاموا جدرانًا وسدودًا إضافية في عهد الخليفة الوليد الثاني بن عبد الملك، تحت خلافة عمه هشام بن عبد الملك

قلعة الأزرق

قصر الحلابات

 يقع قصر الحلابات في الصحراء الشرقية على بعد ٦٠ كم من شمال شرق العاصمة عمان، وكان القصر حصناً رومانياً، قبل أن يتم هدمه وإعادة بنائه في عهد الخليفة الأموي هشام بن عبدالملك، ليصبح أحد أكبر المجمعات الصحراوية الأموية

متحف اثار قصر الحلابات

يقع في منطقة الحلابات قضاء الضليل في محافظة الزرقاء ويعتبر “متحف موقع” أي أن جميع القطع المتحفية الموجودة فيه تعود إلى الموقع الموجود فيه بما يتبعه من مرافق معمارية. حيث يضم موقع الحلابات قصرًا ومسجدًا من الفترة الأموية ومنازل محيطة بالقصر وبركة وحمام الصراح

يحتوي المتحف ١٥٠ قطعة أثرية مثل: النقوش، والتيجان الرخامية، والتماثيل، والفسيفساء، والأواني الزجاجية، والأواني الفخارية، وأواني الحجر الصابوني

الصور في السطر الأول: قصر الحلابات

الصورة في السطر الثاني على اليمين: زخارف الفسيفساء, متحف آثار قصر الحلابات
الصورة في السطر الثاني في المنتصف: حجر منقوش من قصر الحلابات
الصورة في السطر الثاني على اليسار: قصر الحلابات

الصور في السطر الثالث: قطع أثرية - متحف اثار قصر الحلابات

الصورة في السطر الرابع: قطع أثرية - متحف اثار قصر الحلابات

قصر البرقع

يقع قصر برقع في محافظة المفرق، و شيده الرومان للسيطرة على مصادر المياه العذبة، ثم قام الأمويين بإعادة بنائه وتوسيعه حوالي العام ٧٠٠م

قصر البرقع

قصر الطوبة

قصر طوب، المعروف أيضًا بقصر الطوبة، هو أحد القصور التي أُنشئت في العصر الأموي. يُعزى بناء هذا القصر إلى عهد الخليفة الأموي الوليد بن يزيد ٧٤٣-٧٤٤ ميلادي. يقع القصر في البادية الأردنية إلى الجنوب الشرقي من عمان. ويتميز موقعه الاستراتيجي، حيث يقع على إحدى الطرق التجارية التي كانت تربط منطقة البلقاء في وسط الأردن مع جنوب الأردن وشمال الجزيرة العربية

قصر طوبة

قصر الحرانة

قصر الحرانة، أو كما يُعرف أحيانًا باسم “قصر الخرانه”، يُعد من أبرز المعالم التاريخية في الأردن. يقع هذا القصر الأموي في الصحراء الأردنية، على طول الطريق الدولي المؤدي إلى الأزرق شرق عمان، اكتسب القصر اسمه من موقعه في وادي الحرانة، حيث تغطي سطحه آلاف الحجارة الصوانية، المعروفة بـ “الحرة”، مما يجعل تسميته بـ قصر الحرانة

تم بناء القصر في عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك عام ٧١٠ م، ويستدل على ذلك بوجود نقش بالخط الكوفي فوق مدخل إحدى غرف الطابق الثاني. ويرى بعض المؤرخين أن القصر قد يكون بُني قبل العصر الأموي، ثم تم ترميمه وتعزيزه واستخدامه من قبل الأمويين أثناء حكمهم

تشير الدلائل إلى أن قصر الحرانة هو القصر الصحراوي الأموي الوحيد في الأردن الذي صُمم لأغراض دفاعية، إذ يعدّ قلعة مربعة الجوانب، تحيط بها أبراج دائرية في زواياه الأربع، مع برج نصف دائري بين كل زاويتين. كما يحتوي جدران القصر على شقوق للإضاءة والتهوية ولإطلاق السهام أثناء المعارك

قصر الحرانة

قصر الموقر

بُني القصر على قمة جبل الموقر، واستخدمت في بنائه سلسلة مدرجات ويحيط بالقصر أربعة أبراج اثنان مربعان واثنان نصف دائريان، وكان للقصر قباب نصف أسطوانية تشبه قباب القصور المجاورة كقصر الطوبة وعمره والمشتى

تمتع هذا القصر بمكانة مميزة، حيث لعب دوراً مهماً في حركة القوافل التجارية التي كانت تمر عبر المنطقة، كما كان يمثل استراحة لهذه القوافل. وتؤكد البركة الكبيرة المحيطة بالقصر، والتي لا تزال المياه تتجمع فيها، هذه الأهمية. بُني القصر في عهد الخليفة الأموي يزيد بن عبد الملك، وذكر اسمه في قصيدة مدح للخليفة، حيث يقول الشاعر

سقى الله حياً بالموقر دارهم — إلى قسطل البلقاء ذات المحاريب

ويقول أيضاً

يزدن بتأنية بيزيد — بكناف الموقر والرقيم

يمتاز القصر بزخارفه الرائعة، حيث تم العثور في موقعه على عدد من تيجان الأعمدة التي نُحتت بدقة على الطراز البيزنطي. كما تم العثور على عمود كامل نقش على تاجه كتابة كوفية جميلة، ويعود تاريخ بناء القصر أو إنشاء بركته إلى الفترة ما بين ٧٢٠ -٧٢٤ ميلادي

تحمل الحجارة الضخمة التي يتكون منها العمود كتابات متوزعة على مسافات متساوية، كدليل على المقاييس، مكتوبة بالخط الكوفي، ويمكن رؤية آخر مقياس محفور على تاج العمود، ويمثل ما يقارب عشرة أمتار، مما يدل على أن العمود والتاج كانا يشيران إلى كمية الماء التي تحتويها البركة، ولا شك أن عمق عشرة أمتار يُعدّ كبيراً

قصر القسطل

قصر القسطل هو أحد القصور الأموية التي بُنيت في عهد الخليفة الأموي يزيد بن عبد الملك خلال القرن الثامن الميلادي. وقد أظهرت الدراسات الأثرية أن تصميم البناء مستوحى من نمط البيت الشامي، وزُيّن باستخدام الفسيفساء الأموية. كما تمتعت مدينة القسطل بشهرة كبيرة في العصر الأموي، وذُكرت في قصائد الشعراء. يقع قصر القسطل في الأردن جنوب العاصمة عمّان، ويعود معنى كلمة “القسطل” في اللغة العربية إلى الموقع الذي يتفرق منه الماء، كما يشير أيضًا إلى “الغبار الساطع

يحيط بموقع قصر القسطل عدة معالم أثرية، منها الحمام والمسجد والقرية والمقبرة والأحواض الجوفية والسد. وفيما يلي نبذة عن أبرز هذه المعالم

الحمام: يقع على شمال القصر، ويعتقد أنه كان جزءًا من القصر لأنه يشبه حمامات قصير عمرة، ويضم بلاطًا من الفسيفساء يصوّر مشهد أسد يهاجم ثورًا، بالإضافة إلى رسم فهد يفترس غزالًا

القرية: كانت قرية القسطل محطة عبور لقوافل الحجاج القادمين من بلاد الشام، وقد ذكرها ابن طولون الصالحي عندما مر بها في طريقه إلى الحج عام ١٥١٤م، اكتُشفت في القرية نقوش تاريخية تتضمن أدعية دينية لحجاج بيت الله الحرام، كما نزل فيها جيش خالد بن سعيد بن العاص خلال فتوحات الشام. وأقام فيها العباس بن الوليد بن عبد الملك، رافضًا مبايعة أخيه يزيد بن الوليد بن عبد الملك للخلافة

السد والأحواض المائية: اعتمد موقع القصر على نظام مائي متكامل يضم سدًا حجريًا وخزان مياه، بالإضافة إلى أكثر من ٧٠ حوضًا مائيًا صغيرًا، حيث تصل سعة التخزين إلى أكثر من ٢ مليون متر مكعب من الماء

قصر القسطل

بعض من الأسباب التي دفعتهم لبناء هذه القصور

تعليم أبنائهم اللغة العربية الخالصة في البادية التي تمتاز بفصاحة اللسان وبلاغة التعبير –

تمتين الروابط والعلاقات مع القبائل العربية الموجودة في البادية الأردنية –

شبكة الطرق والقوافل

شكّل الأردن محطةً هامة على طرق التجارة والقوافل التي تربط بين دمشق والجزيرة العربية ومصر، مما أسهم في تعزيز الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في المنطقة

الحياة الاجتماعية والاقتصادية

 الزراعة: شهدت الزراعة في الأردن تطوراً ملحوظاً خلال العصر الأموي، مع التركيز على زراعة الحبوب والكروم والزيتون. وقد أسهمت الموارد الزراعية في تمويل الدولة ودعم الاقتصاد المحلي بشكل كبير

التجارة: بفضل الموقع الجغرافي للأردن، كان يمثل نقطة حيوية على طرق التجارة التي تربط الجزيرة العربية ببلاد الشام، مما أدى إلى تعزيز التبادل التجاري وازدهار المدن الرئيسية

التنظيم الإداري: كان الأردن جزءاً من ولاية الشام، ويُحكم من قبل ولاة يتم تعيينهم من الخليفة في دمشق، حيث كان هؤلاء الولاة يتولون المسؤولية الإدارية

أسباب اهتمام الخلفاء الأمويين بالأردن

كان لأهل الأردن ولاء قوي للخلفاء الأمويين ودعم كبير له، خاصة بعد وفاة يزيد بن معاوية عام٦٤هـ /٦٨٣م، حينما انتقلت الخلافة –
الأموية من الفرع السفياني إلى الفرع المرواني. وقد لعب أهل الأردن دوراً محورياً في ترسيخ دعائم الدولة الأموية وتثبيت أركانه
وفي ذلك يقول الشاعر الأموي عدي بن الرقاع العاملي

ولولا الإله وأهل الأردن — لانقسمت ناز الجماعة يوم المرج نيرا

كان لأهل الأردن ولاءٌ قوي للخلفاء الأمويين وتأييدٌ كبير لهم، ويعود ذلك جزئيًا إلى موقع الاردن الاستراتيجي على الطريق التجاري –
إذ كانت تمثل حلقة وصل بين بلاد الشام من جهة، والحجاز ومصر من جهة أخرى

موقع الأردن على طريق الحج الشامي أسهم في إثراء أراضيه بالثروات الزراعية –

:توزيع مناطق الأردن على أجناد الشام، ومنها –

جند الأردن، ومن مدنه وقراه فحل وجرش وبيت رأس والسواد والأقحوانة وجدر –

جند دمشق، ومن مدنه : أذرح والجرباء ومؤتة ومؤاب والبلقاء وعمان والشراة ومعان والحميمة وزيريا والقسطل والموفر والرقيم وزغ –

جند فلسطين، ومن مدنه: أيلة (العقبة) –

كانت مدينة عمان مركزًا هامًا للمواصلات، واختارها الأمويون مقرًّا لسكّ النقود الإسلامية. كذلك، اتخذوا مدينة جرش دارًا أخرى لسكّ –
النقود خلال العهد الأموي، حيث كانت مركزًا مهمًّا للأمراء الأمويين الذين كانوا يقيمون في قصر القلعة. كما كانت لهم قوات تعمل على
حفظ الأمن والاستقرار في المنطقة

الصورة على اليمين: فلس أموي ٦٩٢-٦٩٤ م وقد وضع اسم عمان عليه وهي دار ضرب العملة
الصورة في المنتصف: فلس أموي ٦٩٢-٦٩٤ م وقد وضع اسم عمان عليه وهي دار ضرب العملة
الصورة على اليسار: عملة إسلامية بالعهد الأموي كتب عليها ( ضرب بالأردن )
العملة من فترة ٧٧- ١٣٢ هجري وتعتبر بداية السك الإسلامي

حظي الأردن بمكانة خاصة خلال حكم الخليفة الأموي يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، إذ وُلد في البادية الأردنية، وكان يحمل حنيناً –
دائماً لأرضها. لهذا السبب، أمضى جزءاً كبيراً من وقته في الأردن، بالقرب من والدته ميسون بنت بحدل الكلبية، التي زرعت فيه حب
،الصحراء وأصالة البداوة. كانت والدته تشعر بالضجر من حياة القصور في دمشق، مما عمق ارتباطه بجوهر الحياة البسيطة والبدوية
لذا فقد طلقها معاوية وهي حامل في ابنه يزيد، ومن شعرها

لبيت تخفق الأرياح فيه — أحب إليّ من قصر منيف

 ولبس عباءة وتقرّ عيني أحب اليّ من لبس الشفوف

 وأكل كسيرة في كسر بيتي — أحب إليّ من أكل الرغيف

 وأصوات الرياح بكل فج — أحب إلى من نقر الدفوف

وكلب ينبح الطرّاق دوني — أحب إلي من قط أليف

كان الخليفة الوليد بن يزيد يهتم بمنطقة البلقاء بشكل خاص، حيث كان يقوم بإطعام الحجاج لمدة ثلاثة أيام ويأمر بتقديم الأعلاف –
لدوابهم في منطقة زيزياء (الجيزة)

تحول الأردن إلى ملتقى لأبرز شعراء بني أمية في فترة الخليفة يزيد بن عبد الملك، مثل الفرزدق وجرير وكثير عزة، الذين زاروا مناط –
:زيزياء والقسطل والموقر. وقد قال الشاعر كثير عزة في تلك المناطق

سقى الله حياً بالموقر دارهم إلى قسطل البلقاء ذات المحارب

سواريّ تنحىّ كل آخر ليلةٍ –وصوب الغمام باكرات الجنائب

أناس ينال الماء قبل شفاههم — له واردات العرْض شمّ الأرانب

الخلفاء الأمويون وتطور الأردن

معاوية بن أبي سفيان (مؤسس الدولة): كان هو الرائد في تأسيس الحكم الأموي، حيث عمل على تنظيم الدولة الإسلامية بأسس قوية، مما عزز من دور الشام، بما في ذلك الأردن، كأحد أعمدة الدولة

الوليد بن عبد الملك: تميزت فترة حكمه بأكبر توسع شهدته الدولة الأموية، حيث أولى اهتمامًا خاصًا بتطوير البنية التحتية، بما في ذلك إنشاء القصور والطرق في الأردن

هشام بن عبد الملك: استمر في دعم المشاريع العمرانية، وكان لديه اهتمام خاص ببناء القصور والقلاع التي أصبحت مراكز إدارية وتجارية هامة في الأردن

يزيد بن عبد الملك: توفي في إربد من أرض البلقاء

نهاية الدولة الأموية

تدهورت الدولة الأموية مع مرور الوقت نتيجة للخلافات الداخلية والصراعات السياسية، فضلاً عن الثورة العباسية التي انطلقت من الشرق. وفي عام ٧٥٠ ميلادية، انهارت الدولة الأموية بعد معركة الزاب الكبرى، حيث تم القضاء على معظم أفراد الأسرة الأموية، باستثناء عبد الرحمن الداخل الذي هرب إلى الأندلس وأسس هناك الإمارة الأموية

بعد انهيار الدولة الأموية، خضعت الأردن لسيطرة العباسيين. ورغم ذلك، ظلت العديد من المعالم المعمارية الأموية قائمة في الأردن، مما يساهم في تعزيز التراث الثقافي والتاريخي للمنطقة. لعبت الدولة الأموية دورًا مهمًا في تطوير الأردن من الجوانب العمرانية والتجارية. لا تزال القصور الصحراوية التي أنشأها الأمويون قائمة حتى الآن، وهي تمثل جزءًا من التاريخ الغني للأردن، وتعد شاهدًا على الحضارة الإسلامية في هذه المنطقة

مراجع

كتاب “القصور الصحراوية الأموية” للدكتور محمود إبراهيم
مجلة دراسات الصادرة عن جامعة اليرموك
موسوعة العمارة الإسلامية” لمحمد حمزة الحسيني”
قصر الحرانه،أمجاد الأمويين على أرض الأردن, جريدة الدستور
Visitjordan ،متحف اثار قصر الحلابات
القسطل قصر الغبار الساطع, جريدة الرأي
قصر الخرانة ،Museum with no frontiers
الدولة الأموية ,Wikipedia

Previous:
الأردن في الحكم الروماني
Next:
الأردن في عهد الخلافة العباسية، جزء: ١ – الحميمة: قاعدة انطلاق الدعوة العباسية