العماليق الأردنيين، جزء: ٤ – ملوك العماليق

عدي عبادي• November 13, 2024• العصور القديمة

العماليق الأردنيين هم إحدى الشعوب القديمة التي سكنت المنطقة، وقد لعبوا دورًا هامًا في تاريخها. يُعدّ الملك صادوق من أبرز ملوك العماليق الذين ارتبطت أسماؤهم بأحداث تاريخية مهمة، مثل لقائه بالنبي إبراهيم عليه السلام. وفي هذا السياق، تروي بعض المصادر التاريخية مثل كتاب “نهاية الأرب في فنون الأدب” للنويري، كيف مر إبراهيم عليه السلام بمدينة حران في طريقه إلى الشام، وما صاحبه من أحداث هامة

ملوك العمالقة (العماليق)

الملك صادوق

يُعدّ الملك صادوق من أبرز ملوك العمالقة الذين حكموا الأردن في العصور القديمة، وارتبط اسمه بشكل خاص بلقاء تاريخي مع النبي إبراهيم عليه السلام. وفقًا لما ورد في كتاب “نهاية الأرب في فنون الأدب” للعلامة شهاب الدين النويري

كان إبراهيم عليه السلام قد هاجر مع صحبه الذين آمنوا به، قاصدًا الشام. وفي طريقه، مرّ بمدينة حران حيث أقام لبعض الوقت وترك فيها مجموعة من أتباعه المؤمنين ثم استأنف رحلته حتى وصل إلى الأردن، حيث كان يحكمها الملك صادوق. وفي أحد الأيام، بينما كان إبراهيم عليه السلام في طريقه، مرّ بالقرب من قصر الملك صادوق. وقد كان الملك يتنزه في منظره الخاص، فلاحظ وجود شخص غريب برفقة إبراهيم. فأمر بإحضار إبراهيم وصحبه ليقابلهم، وسأله: “من أنت؟”. أجابه إبراهيم عليه السلام قائلاً: “أنا خليل الله إبراهيم”، وشرح له قصته مع نمرود. عندها سأل الملك صادوق عن المرأة التي كانت برفقته، فأجاب إبراهيم قائلاً: “هذه أختي”. فطلب الملك صادوق أن يتزوجها، وهو ما حدث لاحقًا وفقًا لهذه الرواية

تُظهر هذه القصة التاريخية ليس فقط لقاءًا مهمًا بين ملك عظيم ونبي من أنبياء الله، بل أيضًا تجسيدًا للعلاقات بين الممالك والحكام في تلك الفترة، والتي كانت تتسم بالتواصل والتحالفات بين مختلف الشعوب

الملك عوج

يعتبر الملك عوج من أشهر وأبرز ملوك العماليق الذين حكموا منطقة باشان في الأردن. كان عوج آخر ملك من سلالة العماليق الذين أسسوا إمبراطورية قوية في تلك المنطقة. امتدت سلطته على مناطق واسعة في شمال شرق الأردن، وقد عُرف بشجاعته وقوته العسكرية، بالإضافة إلى حكمته في إدارة شؤون المملكة. كانت عاصمته مدينة حشبون (حسبان الحالية) الواقعة في جبل جلعاد، التي كانت بمثابة مركز إقليمي مهم في تلك الحقبة

الملك سيحون

حكم الملك سيحون بعد الملك عوج, فقد واصل حكمه من مدينة حشبون التي كانت تعد من أهم المدن في المنطقة آنذاك. على الرغم من أن سيحون خلف الملك عوج في حكم باشان، إلا أن تاريخهم المشترك يعكس مرحلة من التحديات السياسية والنزاعات العسكرية التي نشبت بين الممالك المجاورة، مما جعل هذين الملكين محوريين في تاريخ المنطقة

وَمَا عَمِلَتُمُوهُ بملكي الأمُورِثِينَ اللَذِيْنَ فِي غَيْرِ الأردن سيحون وعوج” (سفر يشوع ١٠- ٢)”

هاجر زوجة النبي ابراهيم علي السلام

ومن العماليق هاجر زوجة النبي ابراهيم علي السلام

عن كتاب الروض الأنف في شرح السيرة النبوية لمؤلفه أبو القاسم السهيلي (٥٠٨هـ – ١١١٤م/٥٨١هـ – ١١٨٥م)

فيا ذكر ابن سلام فسميت بذلك ؛ لأن الله سبحانه لما علم آدم الأسماء كلها, تعلقه ميرا من الملائكة ! وأنطقه بها حينئذ ، وكانت هاجر قبل ذلك لملك الأردن ، واسمه صادوق – فيا ذكر الفتي دفعها إلى سارة حين أخذها من إبراهيم عجبا منه بجمالها ، قصرع مكانه ، فقال : ادعي الله أن يُطلقني . الحديث وهو مشهور في الصحاح، فأرسلها ، وأخدمها هاجر ، وكانت هاجر قبل ذلك الملك بنت ملك من ملوك القبط بمصر ذكره الطبري من حديث سيف ابن عمر أو غيره أن عمرو بن العاص حين حاصر مصر ، قال لأهلها : إن نبينا عليه السلام قد وعدنا بفتحها ، وقد أمرنا أن تَسْتَوْمِي بأهلها خيراً ، فإن لهم نسياً ومهراً ، فقالوا له : هذا نسب لا يحفظ منه إلا بي

الصورة على اليسار: من كتاب الروض الأنف في شرح السيرة النبوية لمؤلفه أبو القاسم السهيلي

أصل تسمية البلقاء

تُعد البلقاء واحدة من المناطق التاريخية البارزة في الأردن، وقد أُطلق عليها هذا الاسم نسبةً إلى أحد ملوك العماليق. وتاريخياً، يشير البعض إلى أن البلقاء كانت مسرحًا للعديد من الأحداث التاريخية الهامة، وأن ارتباطها باسم هذا الملك يعكس أهمية المنطقة ودورها في الحقب الزمنية المختلفة، حيث كانت مركزًا للثقافة والتجارة والسلطة في تلك الحقبة

عن كتاب تفسير مقاتل بن سليمان (توفي 767 م)

وَكَذلِكَ نُفَصِلُ الْآيَاتِ يعني هكذا نبين الآيات في أمر الميثاق وَلَعَلَهُمْ يعني لكي يَرْجِعُونَ ١٧٤ – إلى التوبة وَاتْلُ عَلَيْهِمْ يعني أَهْل مكة نَبَأَ يعني حديث الَذِي آتَيْناهُ «آياتِنا» يعني أعطيناه الاسم الأعظم يعني بلعام بن باعورا بن ماث ابن حراز بن آزر من أهل عمان وهي البلقاء التي كان فيها الجبارون بالشام فَإِنَما سميت البلقاء من أجل أن أن ملكها رَجُل اسمه بالق وذلك أن الملك واسمه بانوس ابن ستشروث قَالَ لبلعام: ادع عَلَى مُوسَى فَقَالَ بلعام إنَه من أهل دين لا ينبغي أن يدعَى عَلَيْهِ. فأمر الملك أن تنحت خشبة ليصلبه عَلَيْهَا فَلَمَا رَأَى ذَلِكَ تضربني، وهذه نار تتوقد قد منعتني أن أمشي فارجع فرجع، فأخبر الملك، فَقَالَ لَهُ الملك: إما أن تدعو، وإما أن أصلبك فدعا عَلَى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلام- باسم الله الأعظم ألا يدخل المدينة، فاستجاب الله لَهُ فبلغ مُوسَى عَلَيْهِ السلام- فدعا الله أن ينزع ذَلِكَ الاسم منه فنزع منه الاسم الأعظم، فذلك قوله [۱۳۹ ب] : فَانْسَلَخَ مِنْها فنزعها الله منه يعني الآيات فَأَتْبَعَهُ الشَيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ ١٧٥ يعنى من الضالين وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْناهُ في الآخرة بها بما علمناه من آياتنا يعني الاسم الأعظم فِي الدُنْيَا وَلكِنَهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ يعني رضي بالدنيا وركن إليها وَاتَبَعَ هَواهُ أَي هوى الملك مَعَ هواه فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ بنفسك ودابتك تطرده يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ فلا تحمل عَلَيْه شيء يَلْهَثْ إذا أصابه الحر. فهذا مثل الكافر إن وعظته فهو ضال، وإن تركته فهو ضال، مثل بلعام والكفار يعني كفار مكة «ذلِكَ » مَثَلُ الْقَوْمِ الَذِينَ كَذَبُوا بِآيَاتِنَا يعني القرآن فَاقْصُصِ الْقَصَصَ يعني القرآن عليهم لَعَلَهُ

العماليق أول من تكلم العربية

قال الطبري: العماليق الأموريين قوم عرب لسانهم الذي جبلوا عليه لسان عربي، وأن عمليق أول من تكلم العربية، فعاد وثمود والعماليق وأميم وجاسم وجديس وطسم هم العرب