المملكة الأردنية الأدومية، جزء: ١٠ – الملوك

تزخر مملكة أدوم الأردنية بتاريخ عريق ساهم في تشكيله ملوك بارزون كان لهم دور محوري في تعزيز مكانة المملكة سياسيًا واقتصاديًا. من بين هؤلاء الملوك، يبرز حدد بن بدد كقائد مؤسس وضع أسس الدولة القوية. كما شهدت أدوم حكم ملوك آخرين مثل قوس جبر وقوس ملك، الذين أسهموا في توسيع النفوذ الأدومي وتعزيز العلاقات الدبلوماسية مع القوى الكبرى في العالم القديم

مرتفعات أدوم: منظر لحفريات العصر الحديدي في أم البيارة في منطقة البتراء
researchgate.net -تصوير: ت. إ. ليفي

تزخر مملكة أدوم في الأردن بتاريخ حافل قاده عدد من الملوك البارزين، حيث يعد الملك حدد بن بدد شخصية مؤسسة ومؤثرة في تاريخ المملكة. ومع ذلك، لم يكن الملك حدد بن بدد الحاكم الأدومي الوحيد البارز، فقد تعاقب على عرش أدوم ملوك عظماء لعبوا أدوارًا محورية في تشكيل المشهد السياسي والاقتصادي والعسكري للمملكة. ساهم هؤلاء الملوك في توسيع نفوذ أدوم، وتعزيز شبكاتها التجارية، وإقامة علاقات دبلوماسية مع القوى المجاورة. وقد ترك كل واحد منهم بصمة لا تمحى في إرث المملكة، ما ضمن بقاء أدوم قوة مؤثرة في العالم القديم

ملاحظة: تعد المصادر الكتابية الخاصة بالمملكة الأردنية الأدومية أقل مقارنة بتلك العائدة إلى المملكتين الأردنيتين المؤابية والعمونية. وتشكل هذه المصادر أحد أبرز السجلات لتوثيق أسماء الملوك في حقبة الممالك الأردنية الثلاث، إذ تفتقر المملكة الأدومية إلى نص طويل ومترابط، كما هو الحال في مسلة ميشع لدى الأردنيين المؤابيين أو نقش قارورة تل سيران لدى الأردنيين العمونيين

الملك الأردني الأدومي قوس جبر

كشفت الحفريات الأثرية في مناطق المملكة الأردنية الأدومية عن عدة طبعات أختام، من أبرزها طبعة ختم أم البيارة، التي تعد الختم الملكي الوحيد المكتشف في المنطقة ويعود للعصر الحديدي. يتميز الختم بثلاثة خانات، تتوسطها صورة أسد مجنح، وهو رمز ملكي يؤكد مكانة الختم

:ويحمل الختم نقشًا كتابيًا من سطرين

السطر الأول: ق و س ج (ب ر) –

السطر الثاني: م ل ك أ (د م) –

:ورغم تعرض بعض الأحرف للتشوه، أجمع الباحثون على قراءته كالتالي

السطر الأول: قوس جبر –

السطر الثاني: ملك أدوم –

:أما فيما يتعلق بتفسير الاسم، فقد حلله المختصون في اللغات القديمة إلى شقين

جبر مشتق من الجذر اللغوي “جَبَرَ”، الشائع في لغات المنطقة، والذي يحمل معاني القوة والقدرة والجبروت –

قوس هو اسم الإله الوطني للأردنيين الأدوميين، والذي استمرّت عبادته حتى عهد الأردنيين الأنباط –

وبذلك، يمكن فهم الاسم على أنه “المستمد قوته وقدرته من الإله قوس”. كما ورد اسم الملك الأردني الأدومي قوس جبر في الحوليات الآشورية خلال عهد الملكين الآشوريين أسرحدون وأشور بانيبال، حيث تم تحويره إلى “قوس جبري” باللغة الآشورية. وقد ذكر ضمن قائمة الملوك الذين أرسلوا الهدايا إلى البلاط الآشوري

ختم من أم البيارة مكتوب عليه: قوس جبر ملك أدوم
researchgate.net -Bienkowski 1992: المصدر

الملك الأردني الأدومي قوس ملك

ذكر الملك الأردني الأدومي قوس ملك في الحوليات الآشورية خلال عهد الملك الآشوري تجلات بلاسر الثالث، حيث كان من بين الملوك الذين أقاموا علاقات دبلوماسية وتجارية وسياسية مع الآشوريين، وقدموا الهدايا للبلاط الملكي الآشوري. كتب اسمه وفقاً للغة الآشورية بصيغة “قوس ملكو”، وهو اسم مركب من “قوس”، الإله الوطني للأردنيين الأدوميين، و”ملك”، مما يمكن تفسيره على أنه يعني “المُلك للإله قوس”. وتجدر الإشارة إلى أن ذكر اسم هذا الملك في الحوليات الآشورية (٧٤٤-٧٢٧ ق.م) يعد أقدم توثيق تاريخي للإله الأردني الأدومي قوس

تصوير نبطي للإلهة أترعتا، ويعتقد أن النسر الموجود على رأسها هو رمز للإله قوس

المراجع

إرث الأردن, المملكة الأردنية الأدومية – الملوك
نداء عبدالكريم محمد جناوية, مفهوم الإثنية في علم الآثار: دراسة تحليلية للممالك – عمون ، مؤاب ، أدوم – في الاردن خلال العصرالحديدي

Previous:
المملكة الأردنية الأدومية، جزء: ٨ – أول ازدهار صناعي مبكر في التاريخ
Next:
المملكة الأردنية الأدومية، جزء: ١١ – أول جامعة للعلوم البحرية ولبناء السفن في العالم