مملكة الأنباط الأردنية، جزء: ١٢ – المعابد النبطية

تميزت العمارة النبطية بتنوعها وثرائها، حيث جمعت بين التأثيرات الشرقية والغربية بأسلوب فريد. ومن أبرز معالمها المعابد الدينية التي صممت لتناسب الطقوس والعبادات، إلى جانب العمارة السكنية والعامة التي عكست أسلوب حياة الأنباط. كما احتلت العمارة الجنائزية مكانة مهمة، حيث أبدع الأنباط في تصميم مقابرهم بأساليب فنية ومعمارية مميزة

العبادة الملكية

عرف عن الأنباط أنهم عبدوا بعض ملوكهم، وخاصة الملك عبادة الثالث والملك الحارثة الرابع. وقد كشفت الآثار في “عبدة” بالنقب عن ما يعتقد أنه بقايا قبر للملك عبادة الثاني. وذكر المؤرخ البيزنطي أسطفانس أن عبدة هي المكان الذي دفن فيه ملك يؤلهه الأنباط

وفي البتراء نفسها، ظهرت جماعة كانت تتعبد للملك عبادة باعتباره “إلها”. وفي عام 20 ق.م، أقيم معبد حجري تخليدًا له، وزود بتمثال، كما عثر على نص صريح يقول: “ذكرى طيبة لمن يقرأ أمام عبادة الإله” (د ك رب ط ب ق راق دم عب د ت ا ل ه ا)

المعابد النبطية

عرفت المعابد عند الأنباط بأسماء متعددة، حيث أُطلق عليها أحيانًا “مسجدا” أو “بيتا” أو “محرمت”، ولكل من هذه الأسماء دلالة مختلفة. فمصطلح “مسجدا” يشير إلى كوة أو طاقة داخل المعبد، يرجح أنها المكان الذي يوضع فيه الصنم، مما يجعلها بمثابة قدس الأقداس. أما “بيتا” فيشير إلى البناء الأساسي للمعبد، بينما يدل “محرمت” على الحرم المقدس بكامل أبنيته وأرضه ومرافقه

من الناحية المعمارية، تنقسم المعابد النبطية إلى قسمين رئيسيين: الشمالية والجنوبية

  • تتميز المعابد الشمالية بمساحتها المستطيلة، وبوجود مقعد دائري منتظم أمامها، وهو جزء ثابت من تصميمها، ويعتقد أنه كان يستخدم كمسرح لأداء الطقوس والعبادات
  • أما المعابد الجنوبية، فتضم مقدسًا مقسمًا إلى ثلاثة أجزاء، يحتوي كل منها على غرفة واسعة

بالإضافة إلى هذين النمطين، يوجد النمط النبطي الكلاسيكي، الذي يجمع بين مواصفات المعابد الشمالية والجنوبية، ولذلك يعرف بـ”النبطي الأصيل”. وتشير بعض الدراسات إلى أن المعابد الشمالية تأثرت بحضارات بلاد الشام القريبة، بينما تأثرت المعابد الجنوبية بحضارات الجزيرة العربية

من الناحية المعمارية، تكاد معظم المعابد النبطية تشترك في المخطط التالي

  • الصالة المركزية
  • الهيكل المركزي
  • الضريح أو منصة المذبح
  • الحجرات الجانبية

وقد كانت الاحتفالات المتعلقة بـ “الوجبة التعبدية” تقام في معبدي رم والتنور على ما يعرف بـ “المصطبة الثلاثية”، وهو ما يختلف عن الاحتفالات التي كانت تقام في معبد قصر البنت وغيره، حيث كانت تجرى في المسرح الرئيسي

أما من حيث انتشار المعابد، فقد وجدت في جميع أماكن تواجد الأنباط، وأحيانًا ضمت بعض المدن أكثر من معبد واحد. بل وجدت معابد في مناطق نائية عن التجمعات السكنية، مثل معبد التنور، كما وجدت أيضًا في المدن التي ضمت جاليات نبطية أجنبية، مثل معبد مدينة مينتولي الإيطالية

وقد تفاوتت عمارة هذه المعابد من حيث الفخامة، فبعضها كان بسيطًا مثل معبد سلع قرب السويداء، الذي بني من الحجارة البازلتية الغشيمة نظرًا لفقر المنطقة، بينما كانت هناك معابد فخمة مثل معابد البتراء، الجايه في وادي موسى، ومعبد خربة الذريح قرب الطفيلة. كما وجد مستوى آخر من المعابد يمكن تصنيفه ضمن الفئة متوسطة الفخامة، مثل معبد القصر في الربة قرب الكرك، ومعابد مستوطنات النقب

أهم المعابد النبطية المكتشفة

معبد رم

معبد رم يقع على جبل رم، ويعود تاريخ تشييده إلى القرن الأول قبل الميلاد. في مخططه الأصلي، تألف المعبد من بناء خارجي ومقام داخلي مستطيل الشكل، إضافة إلى صومعة مفتوحة نحو الشرق وغرف جانبية

كانت الإلهة الرئيسية الموقرة في هذا المعبد هي الإلهة العظيمة، وعلى الأرجح اللات، وربما اعتبرت في الأصل قرينة لدوشرا. كما ضم المعبد عبادة بعل شمين (سيدة السماوات) والعزى (سيدة الينابيع)، خاصةً أن موقعه قريب من منطقة الينابيع، حيث كان نبع “عين الشلالة” مصدرًا رئيسيًا للمياه، إلى جانب مجموعة من الينابيع المجاورة. وقد كانت هذه الينابيع ذات أهمية كبيرة، خصوصًا للقوافل العابرة من الجزيرة العربية وإليها، في ظل طبيعة المنطقة الصحراوية الشاسعة

لمشاهدة المزيد من الصور عن معبد وادي رم، اضغط هنا

معبد وادي رم

معبد خربة التنور

معبد خربة التنور يقع بين الطفيلة ووادي الحسا جنوب الأردن، إلى الشمال من معبد الذريح. تحيط بالبناية جدران ذات مدخل وحيد في الجهة الشرقية، وتتميز بوابتها بأعمدة متوجة على الطراز الكلاسيكي النبطي

يضم المعبد مقامًا داخليًا يواجه الشرق، ويحتوي على العناصر الأساسية للعبادة، مثل مذبح المحرقة، حيث وجد رماد وعظام الضحايا في حفر أرضية، إضافة إلى مكان مخصص لحرق البخور على قمة المقام، ومساحات مخصصة لإقامة ولائم العيد في الغرف الملحقة بالمعبد

معبد خربة التنور
معبد خربة التنور
الإلهة أتارغاتيس
تمثال يعود لمعبد الأنباط في خربة تنور، يصور الإلهة أتارغاتيس، التي كانت تعبد كإلهة للنباتات والمسؤولة عن خصوبة الأرض، وربما البحر أيضًا. يظهر التمثال وهي تنبثق من وفرة من الكروم والفواكه والنباتات المختلفة. فيما يتوج رأسها نسر، وهو رمز للإله الأدومي قوس
يعود تاريخها إلى حوالي عام 100 ميلادي، وهي محفوظة حاليًا في متحف الآثار الأردني
Dennis G. Jarvis :المصدر
أتارجاتيس، خربة التنور، متحف الأردن في وسط مدينة عمان
تصوير: إياد المصري
تمثال نبطي لنسر يتصارع مع ثعبان
معروض في متحف سينسيناتي للفنون، سينسيناتي، أوهايو، الولايات المتحدة الأمريكية

معبد الذريح

معبد الذريح يقع هذا المعبد في الجهة الشمالية من خربة الذريح، على الضفة الشرقية لوادي اللعبان بالقرب من خربة التنور. وقد عثر هناك على نقش يشير إلى وجود مسؤول يشرف على عين الماء، ويتولى إدارة شؤون الزراعة والري. كما وجد داخل المعبد نص مؤرخ يعود إلى عام 7 قبل الميلاد

لمشاهدة المزيد من الصور عن معبد الذريح، اضغط هنا

معبد الذريح

معبد قصر البنت

معبد قصر البنت يقع هذا المعبد في الجهة الغربية من وادي موسى، أسفل جبل الحبيس، ويعد في موقع قريب من وسط مدينة البتراء. شيد فوق منصة ضخمة مزينة بنقوش زخرفية رائعة، وتبلغ مساحة قاعته الداخلية حوالي 150 متراً مربعاً، بينما تصل أبعاد المعبد الكلية إلى 60 × 120 متراً
يضم المعبد ساحة أمامية مغطاة، تحيط بها أروقة معمدة من ثلاث جهات، وتوجد منصات ممتدة على طول الجدران. وفي مركز الحرم المقدس، توجد غرفة صغيرة مساحتها خمسة أمتار مربعة، يمكن الوصول إليها عبر درج
يظهر تصميم المعبد تأثراً واضحاً بأساليب البناء التي تعود للعصر البرونزي، كما يشابه في طرازه معابد النبي سليمان وهيرود في القدس

لمشاهدة المزيد من الصور عن معبد قصر البنت، اضغط هنا

معبد قصر البنت

معبد قصر ربة

يقع هذا المعبد في قلب منطقة مؤاب، إلى الشمال من بلدة الربة بالقرب من الكرك، حيث لا تزال بقايا قصر الربة قائمة. يعتقد أن هذه البناية المعزولة كانت معبدًا، وقد شُيدت باستخدام حجارة ضخمة وضعت بعناية ودقة فائقة. يضم البناء ثلاثة مداخل وصومعة مقسمة إلى ثلاثة أقسام تعلوها أقواس حجرية مرصوصة، أضيفت إليها لاحقًا مادة المونة لدعمها

تتجه واجهة المبنى نحو الشرق، كما هو الحال في معظم المعابد النبطية، ويوصل إلى المدخل الرئيسي عبر رواق ضيق وعميق يقع أسفل مستوى الساحات الخارجية. تحيط بالمعبد مرافق متعددة، بالإضافة إلى ساحة رئيسية وأعمدة ضخمة. ومن اللافت أن هذا الموقع لم يخضع بعد لتنقيبات أثرية شاملة

معبد بعل شمين

معبد بعل شمين يقع هذا المعبد في بلدة “سيع” أو “سيعا” قرب مدينة السويداء جنوب دمشق، ويُعدّ أكبر المقامات الدينية النبطية المعروفة في تاريخ المملكة. يتميز المعبد بجميع الخصائص المعمارية للمعبد النبطي، ولذلك لا يصنف ضمن الفئات التقليدية للمعابد النبطية الشمالية أو الجنوبية

يتألف المعبد من أربعة أعمدة قائمة على قواعد حرة، تشكل صومعة مفتوحة في وسط البناء تتجه نحو السماء. وقد كشف ضمن بقاياه عن عدد كبير من النقوش النبطية واليونانية التي ساهمت في تحديد المراحل التاريخية المختلفة لهذا الموقع الديني الهام

كرّس المعبد لعبادة الإله بعل شمين، ربّ السماوات. ومن أبرز الاكتشافات فيه نقش ثنائي اللغة يسجل عبارات “الشكر والاحترام والتقدير” لابن معير، الذي تبرع ببناء المعبد بدافع من الفضيلة والتقوى

معبد السويداء

تقع مدينة السويداء جنوب العاصمة دمشق، وتحيط بها العديد من المواقع الأثرية الهامة، من أبرزها “صلخد” و”سيع”. شُيّد معبد السويداء باستخدام الحجر البازلتي الأسود، ويضم العناصر المعمارية الأساسية للمعبد النبطي، مثل: قدس الأقداس، الصومعة، والجدران المقسمة المحيطة به. ويتميز بجدار خارجي يأخذ شكل بهو معمد، ويُلاحظ أنه لا يحتوي على أبراج سلمية

معبد بصرى

كانت بصرى مدينة نشطة واستراتيجية في شمال المنطقة، قبل أن يحولها الرومان إلى عاصمة لولايتهم العربية. ولم يكن اختيارهم لها بديلاً عن البتراء عبثًا، بل استند إلى أسباب منطقية تتعلق بموقعها المتميز وأهميتها الحيوية. وقد استُدل على وجود معبد فيها من خلال بقايا عدد من الأعمدة التي فُقدت تيجانها، ما دفع بعض الباحثين للاعتقاد بأنها قد تكون بقايا شارع معمد وليس معبدًا

معبد سحر

تقع بلدة سحر في الجهة الشمالية الشرقية من منطقة اللجا (التراخونية)، وقد تم العثور فيها على معبد يتميز بتصميم مشابه لمعبد صور. يتكوّن المعبد من ثلاثة أروقة مزوّدة بمصاطب، وتوجد في مركز ساحته المفتوحة بقايا بناء. كما يضم المعبد رواقًا مدعومًا بعمودين، ومحاطًا ببرجين يشبهان ما هو موجود في معبد رم

معبد صور

يقع في الجزء الشمالي الغربي للجا، وقد وجد فيها معبد نبطي

معبد عبدة (النقب)

معبد عبدة (النقب) هذا المعبد مقام على جدار مصطبة ضخمة برجين ذوي أدراج واقعة في الزوايا الشمالية الغربية والجنوبية الغربية للمصطبة التي تطل عليه. وفي حوالي منتصف القرن الرابع بعد الميلاد، هدم المعبد وبنيت كنيسة في الجزء الشمالي منه

معبد عبدة (النقب)

معبد الأسود المجنحة

يقع معبد الأسود المجنحة في وادي البتراء، على بعد حوالي 200 متر شمال شرق معبد قصر البنت. يعتقد أن بناؤه تم خلال فترة حكم الملك الحارث الرابع (9 ق.م – 40 م). وقد أطلق عليه هذا الاسم نسبةً إلى الرسومات المنحوتة التي تُصوّر سنوريات مجنحة مثل الأسود والنمور، والتي تزين تيجان أعمدة المعبد

المعبد منحوت جزئياً في سفح الجبل، ويتميز بوجود أسدين متقابلين على جانبي المدخل. ويظهر تصميم الكتل الحجرية فيه تطابقًا مع الأساليب الفنية التي استخدمت لتجسيد الآلهة العُليا في مدينة البتراء. كما تشير المكتشفات الأثرية والصومعة ذات التقسيم الثلاثي الموجودة بداخله إلى أنه كان مكرّسًا لإحدى الإلهات السامية. ويضم المعبد غرفة كبيرة واحدة

لمشاهدة المزيد من الصور عن معبد الأسود المجنحة، اضغط هنا

معبد الأسود المجنحة

معبد روافا ( مدينة تبوك، شمال الجزيرة العربية)

معبد روافا (مدينة تبوك، شمال الجزيرة العربية) على الرغم من أن عشيرة ثمودية تُعرف باسم “روابث” هي التي قامت ببنائه، فإن مظاهره المعمارية تحمل طابعًا نبطيًا واضحًا. يقع هذا المعبد في شمال غرب منطقة الحجر، وقد كرس تكريمًا للإمبراطور الروماني ماركوس أورليوس ولوكيوس فيروس

معبد روافا ( مدينة تبوك، شمال الجزيرة العربية) 
تم العثور على أحد النقوش وهو خليط من اليونانية والنبطية وكان يشكل جزء من واجهه المعبد يذكر هذا النقش اسمي ماركوس اوريليوس انطونيوس، واسم لوشيوس فيروس على اعتبارهما الشخصان اللذان بني المعبد على شرفهما

معبد تل الشقيفية (مصر)

دأبت الجاليات النبطية على تشييد معابدها في المناطق التي تستقر فيها، ومن بين هذه المعابد “معبد تل الشقيفية” المعروف باسم “قدس الأقداس”، والذي يعود تاريخه إلى القرن الأول الميلادي. ويُعد هذا المعبد نظيرًا لكل من معبد الأسود المجنحة في البتراء ومعبد وادي رم، لما بينها من تشابه في الطراز والأسلوب المعماري

معبد بيتولي (إيطاليا)

معبد بيتولي (إيطاليا) هو معبد نبطي صغير يقع في بيتولي، وقد أنشأه التجار الأنباط خلال رحلاتهم التجارية بعيدًا عن وطنهم. هناك، كانوا يتعبدون لآلهتهم الأصلية طلبًا للحماية

تقع مدينة بوتيولي القديمة (التي تُعرف اليوم باسم بوتسوولي) جنوب مدينة روما، على الساحل الغربي لإيطاليا القديمة، حيث أقام الرومان القدماء ميناءً على شاطئ البحر التيراني الجنوبي. ورغم أن جزءًا كبيرًا من هذه المدينة القديمة مغمور حاليًا بمياه البحر، إلا أنه لا يزال مرئيًا من الجو. وفي منتصف القرن الثامن عشر، تم اكتشاف مذبح وقاعدتين مخصصتين للعبادة في الأجزاء المغمورة بالمياه من المدينة، بجوار عمود يُعرف باسم “تيمبيو ديلي نينفي”، وقد نُقش عليها العبارة (مقدّس لدوساريس). ونظرًا لأن دوساريس إله نبطي مميز، فقد أشار هذا الاكتشاف بوضوح إلى وجود الأنباط في بيتيولي. (ويعرض حاليًا كل من المذبح والقاعدتين في المتحف الأثري في نابولي). وفي الوقت ذاته، عثر في المناطق المحيطة ببوتيولي على تمثال نصفي ضخم لإله، محفوظ الآن في متحف الفاتيكان، وقد رُبط مبدئيًا أيضًا بالإله النبطي دوساريس

بوتسولي إيطاليا
أنقاض معبد نبطي قديم، يعود تاريخه إلى أكثر من 2000 عام، في مياه ميناء بوتيولي الواقع في إيطاليا

معبد أم الجمال

وهو عبارة عن بقايا حجرية لمعبد صغير ذي واجهة حجرية، والمعلومات قليلة عن هذا المعبد

معبد جرش

كانت جرش واحدة من مدن الديكابوليس وازدهرت في العهد الروماني. ولا توجد دلائل تشير إلى وجود جالية نبطية فيها، لكن المنطق يشير إلى احتمال وجود هذه الجالية بما أن المدينة كانت مفتوحة لكل من يرغب في التجارة. وقد تم العثور في جرش على عدد كبير من النقود النبطية، مما يدعم هذا الاحتمال. كما تم اكتشاف بقايا مهمة لمعبد نبطى يحمل الاسم النبطي “جرشو”، ويشبه هذا المعبد المعبد الثلاثي في مؤاب

معبد ذيبان (ديبون)

معبد ذيبان (ديبون) يعتقد الأثريون أنه يعود إلى فترة الملك ميشع، ملك المؤابيين، وتحديدًا في زمن الملك “مشيع الحارث الرابع”. يشير استمرار استيطان الموقع واستخدام الحجارة فيه إلى أهميته التاريخية. يقع المعبد في خرائب قرية ذيبان الحالية بمحافظة مادبا في الأردن. كانت ذيبان مركزًا مهمًا في عهد مملكة المؤابيين وكانت عاصمتهم. كما أظهرت الحفريات الأثرية أن الموقع كان مأهولًا منذ بداية العصر البرونزي، أي حوالي 3000 قبل الميلاد. تقع قرية ذيبان على الطريق الرابط بين مأدبا والكرك

معبد التوانة

ويقع على الطريق السلطاني (طريق تراجان)، وقد بني من الحجارة المحلية التي يغلب عليها اللون الأسود التي تشبه حجارة أم الجمال

أماكن عبادة أخرى

أماكن عبادة أخرى، مثل المعليات هي مواقع لعبادة تم اختيارها لتكون في الأماكن المرتفعة من الجبال. تتمثل في مساحات واسعة ذات شكل بيضاوي محفورة في الجبال، ويقع في وسطها مذبح مخصص للعطايا. تعد أفضل نماذج المعليات موجودة في مدينة البتراء، حيث تنتشر هناك بشكل ملحوظ. من المحتمل أن تكون هذه المعليات جزءًا من الثقافة الدينية للأدوميين، كما أن نمط العبادة فيها يشبه إلى حد كبير طرق العبادة عند الكنعانيين، والتي كانت تتمثل في تقديم القرابين للآلهة في الأماكن العالية. غالبًا ما كانت الأنصاب الحجرية تُستخدم كوسيط بين العابد وربه، حيث كانت تقام الطقوس الدينية المهمة مثل الذبح، وتقديم اللحوم وحرقها، وسكب الدم أو الدهون على الأنصاب تقربًا للآلهة. مثل هذه الأماكن كانت معروفة لدى الكنعانيين، ويبدو أنها كانت من أكثر الظواهر الدينية انتشارًا، مما جعل العهد القديم يستمر في مهاجمتها

الشكل الثاني من أشكال أماكن العبادة هو “الموتاب”، ويبدو أن هذا التعبير يشير إلى قاعدة “العرش” الخاصة بالآلهة، حيث كان الأنباط يجلون ويقدسون هذا العرش. ويرتبط ذلك بإيمانهم بأن الإله هو كائن روحي لا يمكن تصوره بشكل مادي. ومن المحتمل أن هذه المفاهيم كانت سائدة في مرحلة مبكرة من الديانة النبطية، حيث كان الأنباط يميلون إلى تصوير الآلهة بناءً على تشجيع من الحضارات الأخرى

المراجع

عزام أبو الحمام المطور، الأنباط تاريخ وحضارة، دار أسامة للنشر و التوزيع، عمان – الأردن
إحسان عباس، تاريخ دولة الأنباط، دار الفجر للنشر والتوزيع, 1987، عمان – الأردن
Nabataeans on the Mediterranean ،Nabataea.net

Previous:
مملكة الأنباط الأردنية، جزء: ١١ – الدين والآلهة عند الأنباط